العصمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٥
العودة إلى بحث عصمة الأئمة (عليهم السلام):
والآن نعود إلى بحثنا عن عصمة الأئمة من أهل البيت سلام الله عليهم، وقد رأينا أن جميع ما يدل على عصمة رسول الله يدل على عصمة الأئمة الأطهار، وكل دليل يدل على وجوب الانقياد والطاعة له يدل على وجوب الإطاعة للأئمة، وأمثال هذه الأدلة تدل على عصمة أئمتنا حتى من السهو والنسيان والخطأ والغلط، كما بينا: إن كل الأدلة الدالة على إمامة أئمتنا، وأنهم القائمون مقام نبينا، وأنهم الذين يملؤون الفراغ الحاصل من رحيله عن هذه الدنيا، كل تلك الأدلة تدل على أنهم معصومون حتى من الخطأ والنسيان.
وأما الأحاديث الواردة في هذا الباب فكثيرة، ألا ترون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع عليا فقد أطاعني ومن عصى عليا فقد عصاني، هذا الحديث أورده الحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك (1).
وإذا كانت طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة علي واحدة، فهل

(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 121.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست