العصمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٨
الذي في حال نومه قلبه غير نائم، كيف يحتمل في حقه أن يكون في يقظته ساهيا خطئان مشتبها أحيانا؟
أضف إلى ذلك، ألم نقرأ عن أمير المؤمنين سلام الله عليه في الخطبة القاصعة: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان معه ملك أوكله الله سبحانه وتعالى في جميع أدوار حياة رسول الله يسدده (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ ونفس هذا المعنى موجود في حق أمير المؤمنين سلام الله عليه، قال رسول الله - وقد ضرب بيده على صدر علي -: اللهم اهد قلبه وسدد لسانه. رواه صاحب الإستيعاب وغيره (1).
بل العجيب، أن أهل السنة أنفسهم يروون عن أبي هريرة أنه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه [فإذا كان الحديث كثيرا، الإنسان ينسى] فقال رسول الله: ابسط رداءك فبسطته، فغرف بيديه فيه، ثم قال: اضممه فضممته، فما نسيت حديثا بعده.
فكل ما يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة أبي هريرة يكون حقا عن رسول الله!! وهذا ما يرويه محمد بن سعد في الطبقات (2)

(1) الإستيعاب 3 / 1100. دار الجيل - بيروت - 1412 ه‍.
(2) طبقات ابن سعد 2 / 362. دار صادر - بيروت - 1405 ه‍.
(٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست