العصمة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٦
وقال النبي: أشهدتنا؟ قال: لا يا رسول الله، عندما تبايعتم واشتريت الفرس من الأعرابي لم أكن حاضرا، ولكني علمت أنك قد اشتريت، وإذن أشهد عن علم، والشهادة يجب أن تكون عن علم، قال خزيمة: أفنصدقك بما جئت به من عند الله، ولا أصدقك على هذا الأعرابي الخبيث؟، قال: فعجب رسول الله وقال: يا خزيمة شهادتك شهادة رجلين (1).
من هذه القضية نفهم أن الصحابة عرفوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه لا يكذب، ولا يدعي مال الغير بلا دليل، هذا صحيح، ولا خلاف في هذا، لكن المدعى أن النبي معصوم عن الخطأ والنسيان، وعن السهو، وعلى ذلك شهد خزيمة بالأمر، أما كان خزيمة يحتمل أن رسول الله مشتبه؟ ألم يكن هذا الاحتمال ولو واحد بالمائة احتمالا واردا ليمنع خزيمة من القيام بهذه الشهادة؟ لا ريب أنه كان عالما بان رسول الله لا يكذب، لا يدعي مال الناس، هذا واضح، لكن أليس كان من المناسب أن يتأمل ويسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله لعلك سهوت! لعلك مشتبه! لعلك نسيت! لعل هذا الأعرابي ليس ذلك الأعرابي الذي تعاملت معه، أو لعل هذا الفرس غير

(١) الكافي ٧ / 400 رقم 1 باب النوادر.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست