حدثنا عبد الله بن مسيلمة، قال: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل، قال: التقى النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين في بعض مغازيه، فاقتتلوا فمال كل قوم إلى عسكرهم وفي المسلمين رجل لا يدع من المشركين شاذة ولا فارة إلا اتبعها فضربها بسيفه فقيل: يا رسول الله!
ما أجزاء؟؟؟ أحد منا ما اجزاء فلان فقال: " إنه من أهل النار " فقالوا: أينا من أهل الجنة، إن كان هذا من أهل النار؟
فقال رجل من القوم: لأتبعنه فإذا أسرع وأبطأ كنت معه حتى جرح فاستعجل الموت فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أشهد أنك رسول الله " فقال: " وما ذاك؟ " فأخبره فقال:
" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه من أهل الجنة ".
أخرجه البخاري في " الجامع الصحيح " (2 / 605) باب غزوة خيبر حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن يدعي الإسلام: " هذا من أهل النار " فلما حضر القتال، قاتل الرجل من أشد القتال، فكثرت به الجراح فأثبته فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أرأيت الرجل الذي تحدث أنه من أهل النار، قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أما أنه من أهل النار ". فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجرح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر به فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! صدق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا بلال! قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن، فإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر " أخرجه البخاري في (2 / 977) باب العمل بالخواتيم