العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ٦٦
حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يعقب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا لا يدع لهم شاذة ولا فارة إلا اتبعها يضربها بسيفه فقال: ما اجزاء؟؟؟ منا اليوم أحد كا أجزاء فلان؟ فقال: " أما إنه من أهل النار " فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، قال: وما ذاك قال الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك، فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح جرحا شديدا فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:
" إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة ".
أخرجه البخاري في " الجامع الصحيح " (2 / 604) باب غزوه خيبر حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا أبو غسان، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد، أن رجلا من أعظم المسلمين غناء عن المسلمين في غزوة عزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا ".
فأتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحال من أشد الناس على المشركين حتى جرح فاستعجل الموت فجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه، فأقبل الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم سرعا فقال: أشهد أنك رسول الله فقال: " وما ذاك؟ " قال: قلت لفلان: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إليه فكان من أعظمنا غناء عن المسلمين فعرفت أنه لا يموت على ذلك فلما جرح فاستعجل الموت فقتل نفسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: " إن العبد ليعمل عمل أهل النار وإنه من أهل الجنة ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار، وإنما الأعمال بالخواتيم ".
أخرجه البخاري في " الصحيح " (2 / 977) باب العمل بالخواتيم
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»