وقد اتضح من الروايات أن الشفاعة إنما تكون بعد الفراغ من الحساب فإما تنفع للحيلولة دون دخول النار وإما تنفع للحيلولة دون البقاء فيها.
ثالثا: غير المشمولين بالشفاعة:
قد عرفنا أن الشفاعة تخص المؤمنين وأن الكافرين محرومون منها فلا تنفعهم لا قبل الدخول في النار ولا بعده، وقد تكرر الوعد الإلهي في القرآن الكريم لعدة أصناف من الناس بأن يكونوا خالدين في النار لا تنالهم شفاعة الشافعين.
فقد جاءت كلمة " خالدون " في العذاب أو النار أو جهنم في ثمانية وثلاثين آية عبر ثمانية وعشرين سورة قرآنية شريفة.
ومع أن البحث في هذه الآيات الشريفة ليس من مهمة هذا البحث المختصر، إلا أن مطالعتها وإلقاء نظرة على بعض مضامينها ومدلولاتها تنفعنا من جهة ثانية في التأكيد على أن المؤمنين يقعون خارج إطار الذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بأن يكونوا من الخالدين في النار.
وعدم الخلود في النار يعني الخروج منها أو يستوهبون منها وهذا الطريق يؤدي إلى الاعتقاد بوجود الشفاعة وثبوتها.
وفيما يلي نستعرض تصنيفا أوليا للآيات القرآنية التي تحدثت عن الخالدين في النار، حسب الصفات التي وصفهم الله سبحانه وتعالى بها في قرآنه الكريم.