كما أن الحديث المروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) يكشف صراحة عن أن للمؤمنين خطايا وذنوبا، وإنهم بحاجة إلى شفاعة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم يوم القيامة.
وننقل القارئ الكريم إلى التدبر في الآيات القرآنية الشريفة التالية:
* (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون * أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) * (1).
ومحل الشاهد في الآيات الشريفة هو التصريح بأن الذين يستغفرون الله لذنوبهم بعد فعل الفاحشة أو ظلم النفس ولم يصروا على الاستمرار على ذلك الفعل فإن الله وعدهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها.. ويتضح إن عدم الإصرار على الذنب ومن ثم الاستغفار والتوبة هي من صفات المؤمنين، لأن الله لا يعد أحدا بالجنة والنعيم إن لم يكن مؤمنا مرضيا عند الله سبحانه وتعالى.
ولكن المؤمن إذا ارتكب معصية أو اقترف إثما وأصر عليه، فهل يبقى على صفة الإيمان بمعناه الحقيقي الذي يريده سبحانه وتعالى متجسدا عند الإنسان بالفعل والسلوك والعمل وليس بمجرد الادعاء والعادة؟