الزيارة في الكتاب والسنة - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٣٩
ما يتأخر عن ذلك مع القدرة عليه إلا من حق عليه البعد من الخيرات، والطرد عن مواسم أعظم القربات، أعاذنا الله تعالى من ذلك بمنه وكرمه آمين. وعلم من تلك الأحاديث أيضا أنه (صلى الله عليه وآله) حي على الدوام، إذ من المحال العادي أن يخلو الوجود كله من واحد يسلم عليه في ليل أو نهار، فنحن نؤمن ونصدق بأنه (صلى الله عليه وآله) حي يرزق، وأن جسده الشريف لا تأكله الأرض، وكذا سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والإجماع على) هذا (1).
24 - قال السيد محمد بن عبد الله الجرداني الدمياطي الشافعي (م / 7513 ه‍): زيارة قبره (صلى الله عليه وآله) من أعظم الطاعات وأفضل القربات حتى أن بعضهم جرى على أنها واجبة فينبغي أن يحرض عليها، وليحذر كل الحذر من التخلف عنها مع القدرة وخصوصا بعد حجة الإسلام لأن حقه (صلى الله عليه وآله) على أمته عظيم، ولو أن أحدهم يجئ على رأسه أو بصره من أبعد موضع من الأرض لزيارته (صلى الله عليه وآله) لم يقم بالحق الذي عليه لنبيه جزاه الله عن المسلمين أتم الجزاء.
ويسن لمن قصد المدينة الشريفة (إلخ) ثم فصل القول في آداب الزيارة وذكر التسليم على الشيخين وزيارة السيدة فاطمة وأهل البقيع والمزارات المشهورة وهي نحو ثلاثين موضعا كما قال وما أحسن ما قيل:
هنيئا لمن زار خير الورى وحط عن النفس أوزارها

(1) كنز المطالب: 195، الطبعة الحجرية.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»