التوحيد والشرك في القرآن - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٩٨
6 - عقائد العرب الجاهليين والوثنيين:
إن الوثنيين في ذاك العصر كانوا ينقسمون إلى أصحاب الهياكل والأشخاص والحرنانية والدهرية، وإليك توضيح عقائد بعض هذه الطوائف:
أ - أصحاب الهياكل:
وكانوا يقولون: إن الإنسان ليس في مستوى عبادة الله والاتصال المباشر به بل لا بد له من واسطة، فيتوجه إليه ويتقرب به، وحيث إن الأرواح لم تكن في متناول أيديهم فزعوا إلى الهياكل التي هي السيارات السبع، وكانوا يتقربون إلى هذه الهياكل تقربا إلى الروحانيات، ويتقربون إلى الروحانيات تقربا إلى البارئ تعالى لاعتقادهم بأن الهياكل أبدان الروحانيات.
وكانوا يقومون بمراسيم خاصة لدى عبادة هذه الهياكل فيعملون الخواتيم على صورها وهيئتها وصنعتها، ويلبسون اللباس الخاص به في ساعات مخصوصة من اليوم ويبخرون ببخوره الخاص ويعبدون كل واحد من تلك السيارات في وقت معين ثم يسألون حاجتهم منها، ويسمونها: " أربابا " " آلهة " والله هو رب الأرباب وإله الآلهة (1).
ب - أصحاب الأشخاص:
وكان هؤلاء يشتركون مع الفريق السابق - في بعض العقائد - إلا أنهم كانوا يعبدون أشكال السيارات بدل السيارات نفسها، لأن لها طلوعا وأفولا، وظهورا بالليل وخفاء بالنهار، ولهذا صنعوا لها صورا ثابتة على مثالها ويقولون: نعكف

(1) الشهرستاني: الملل والنحل: 2 / 244.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»