فكيف لهم باختيار الإمام؟ والإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة نسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولا يدانيه ذو حسب، فالنسب من قريش، " وفي نص ": فالبيت من قريش والذروة من هاشم والعترة من آل الرسول (ص) والرضا من الله عز وجل، شرف الأشراف والفرع من عبد مناف، نامي الحلم، مضطلع بالإمامة - أي قوي فيها - عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر الله عز وجل، ناصح لعباد الله، حافظ لدين الله.
منبع علوم الأنبياء والأئمة أن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم - فأنظر - في قوله تعالى: (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ([يونس / 36].
وقوله عز وجل: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ([البقرة / 270]، وقوله عز وجل في طالوت: (إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ([البقرة / 248] (1).