وخاطب الله بهاتين الآيتين نبيه الذي أشهده الله ذلك فقال تعالى: (ألم ترى (ولم يقل " ألم تروا "... الخ، هو قول صحيح ذلك لأن ما حجبت رؤيته وفقهه عن سائر الناس يأتي الخطاب - غالبا - خاصا لنبيه (ص) وأما ما كان مشاهدا لسائر الناس من التسخيرات المادية المرئية فيخاطب بها الناس كلهم، كقوله تعالى في سورة لقمان: (ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ([لقمان / 21]، وكقوله تعالى: (ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا (15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا (16) والله أنبتكم من الأرض نباتا (17) ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا ([نوح / 16 - 17].
الجهة الثانية هي ان الله سبحانه إذا شاء أن يظهر آثار تسبيح وحمد بعض الأشياء له، والدالين على شعورها وإدراكها أظهرهما من باب المعجز لبعض رسله الكرام، وسائر حججه العظام، ومن هنا قد استفاضت الروايات من طرق عديدة من الشيعة وأهل السنة في إظهار الله تسبيح بعض الأشياء للناس وإدراكها وان للأشياء تسبيحا.
حنين الجذع، وتسبيح الحصى في كف النبي (ص) ومن ذلك ما اشتهر من تسبيح الحصى في كف رسول الله (ص) وحنين الجذع الذي كان يخطب مستندا إليه، فلما اتخذ منبرا وتحول عن الجذع حن الجذع لفراقه له، وسمع حنينه، فأخذه النبي وضمه إليه