قبور المخلوقين تحج كما تحج الكعبة البيت الحرام الذي جعله الله قياما للناس انتهى.
واحتج من قال بتحريم شد الرحال إلى زيارة قبر النبي - كابن الآلوسي - بما في البخاري من حديث لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد - انتهى.
واحتج ابن عبد الوهاب في جملة كلماته في كشف الشبهات على تحريم مطلق ما عليه الإمامية من تعظيم قبور الأنبياء والأولياء وإكرامها والالتزام بها وبآدابها من الزيارة والدعاء والتوسل وطلب الشفاعة: بأن هذه من جعل الإلهة. قال: ومن الدليل على ذلك أيضا ما حكى الله تعالى عن بني إسرائيل إسلامهم وعلمه بصلاحهم أنهم: قالوا لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة وقول أناس من الصحابة: اجعل لنا يا رسول الله ذات أنواط، فحلف أن هذا مثل قول بني إسرائيل أن اجعل لنا إلها - انتهى.
أقول: الكلام في هذه المسألة يتم في ضمن مباحث:
المبحث الأول تجويز الإمامية زيارة القبور إن الإمامية على جواز زيارة قبور المؤمنين، وأنها مستحبة شرعا، فضلا عن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لتواتر الأحاديث الصحيحة الصريحة في استحبابها مضافا إلى عمل المسلمين قاطبة من زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى زماننا هذا، فضلا عن عمل النبي في زيارته شهداء أحد وحضوره صلى الله عليه وآله وسلم لزيارة البقيع: