البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٤٦
ثم أتى باب عثمان فجاءه البواب فأخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه وقال: اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها.
وفيها أيضا: روى البيهقي بإسناد صحيح في كتاب دلائل النبوة - الذي قال فيه الحافظ الذهبي: عليك به كله هدى ونور - عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله: لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي ... الحديث.
فيمن توسل بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال أحمد بن زيني دحلان: رواه الحاكم وصححه والطبراني.
وإلى هذا التوسل أشار الإمام مالك للدوانيقي، وذلك لما حج المنصور وزار قبر النبي صلى الله عليه وآله سأل الإمام مالكا - وهو بالمسجد النبوي - وقال له: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسوله الله؟ فقال مالك: لم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله، بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله فيك. قال الله تعالى: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما... انتهى.
ومما يدل على جواز التوسل بالنبي بعد وفاته ما في خلاصة الكلام عن العلامة السمهودي قال: روى الدارمي في صحيحه عن أبي الجوزاء قال قحط أهل المدينة قحطا شديدا فشكوا إلى عائشة فقالت: انظروا إلى قبر رسول الله فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، ففعلوا فمطروا حتى نبت العشب.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»