البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٤٨
عليه وآله أنه يستحب للزائر أن يدعو عند القبر ويتوسل إلى الله في قضاء حوائجه وغفران ذنوبه، ويقول: ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما.
الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وأما ثالثا سؤال الوجه لإنكارهم دعاء النبي صلى الله عليه وآله نفسه بقول يا رسول الله أسألك الشفاعة فإن كان الوجه خلو النص من الشارع عن مثل هذا الدعاء.
قلنا: يكفيك ما ذكرنا من نصوص الكتاب والسنة في التوسل بالنبي بل بمطلق أهل بيته حتى مثل العباس الذي يكون علي عليه السلام أفضل منه.
وإن كان الوجه كون الطلب من النبي وندائه ودعائه شركا لله - كما عن جملة من علماء نجد في رسائلهم وصرح بذلك ابن تيمية في الفرقان - قلنا: إن الشرك لله بواسطة دعاء النبي صلى الله عليه وآله لا يختص ببعد الحق، بل يعم حال حياته لأن الأمر كله لله، وإن له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ.
فإن قلت: الشرع جوز دعاء الحق ونداءه. قلنا: الشرع لا يجوز الشرك وعبادة غير الله، فإذا جاز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم حال حياته - كما هو المسلم عند ابن عبد الوهاب - فلا محالة يستلزم ذلك أحد الأمرين:
إما عدم كون دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم منفكا عن دعاء الله تعالى، وإما عدم كون دعاء المخلوق عبادة له، لعدم اشتماله على أوصاف العبادة من الخضوع والخشوع والابتهال والوقوف بين يدي المعبود.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»