البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٣٥
سؤال الحواريين عيسى عليه السلام نزول المائدة لهم من السماء وسؤال قوم موسى منه الاستسقاء وقال سبحانه - حكاية عن يوسف -: اذكرني عند ربك وعن موسى والخضر: فانطلقا حتى أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما:
فلو جاز ليوسف أن يقول للكافر: اذكرني عند ربك أعني الملك، ولموسى والخضر أن يستطعما أهل القرية، جاز لنا بطريق أولى أن نقف أمام قبر محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونقول له: اذكرني عند ربك ونطلب منه الحاجة، ولو بواسطة دعائه لله.
فابن تيمية وأتباعه هل يجدون من أنفسهم جواز استعانة سليمان عليه السلام في إحضار عرش بلقيس بجلسائه، وفيهم عفريت، ويقول لهم: أيكم يأتني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين ولا يجدون من أنفسهم الاستعانة والتوسل بمحمد وآله الطاهرين الذين هم سفن النجاة وباب حطة، وأحد الثقلين اللذين يجب التمسك بهما؟
فلو جازت هذه الأسئلة ولم تكن شركا جاز سؤال الأنبياء والأولياء عند الوقوف على قبورهم، أو من مكان بعيد إجابة المضطر ولا يكون طلبا من العاجز، لأنه تعالى وصف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله تعالى: وما نقموا منه إلا أن أغناهم الله ورسوله، وقوله تعالى: ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله، وقوله عز شأنه: ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي عليهم. والمراد بها المحنة والمشقة. سواء كانت دنيوية أو أخروية، ولقد قال تبارك اسمه: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»