البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٤٠
أو الوقوف على قبره وجعله شفيعا إلى الله في قضاء الحوائج، ودعوى الفرق مكابرة صرفة في المهم.
فإن قلت: إن ذلك من جعل الإلهة نظير وقوف المشركين على أحجارهم وأخشابهم التي كانوا يعبدونها في الجاهلية.
قلنا: الوقوف بين يدي الحي والالتماس منه أيضا من جعل الآلهة نظير وقوف عبده موسى وعيسى ومريم، والذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، فالوقوفان على نمط واحد؟
فما للوهابيين لا يكادون يفقهون حديثا؟؟!!
ثم إن الجواب عما استدل به ابن تيمية لمنع رفع الحوائج إلى قبور الأنبياء والصالحين: أن قوله تعالى: إن الذين تدعون من دون الله... إلخ..
هو إنها - باتفاق المفسرين - واردة في خصوص الكفار والمشركين العاكفين على أصنامهم، بزعمهم أن البدائع السماوية مفوضة إلى الكواكب التي على صورتها تلك الأصنام حسب تخيلهم، فأبطل الله دعواهم بأن تلك الأصنام جماد ليس من شأنها السماع، ولا تتمكن من إجابة الدعوة، فكيف تتمكن من الأفاعيل الخارقة للعادة؟؟
ثم إنه سبحانه حكم بشركهم لاتخاذهم تلك الأصنام شريكا لله في الخلق وتدبير العالم وجوزوا عبادتها خلافا لله تعالى فيما نهاهم عنه على لسان أنبيائه يقوله تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا وقوله سبحانه: أتعبدون ما تنحتون وأين هذا ممن لا يعتقد في الأنبياء والصلحاء الخلق والتدبير ولا يعتقد
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»