البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٣٢
النار يعرضون عليها غذوا وعشيا، ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وقوله سبحانه: إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا.
ففي البخاري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتى قليب بدر وخاطب المشركين بهذه الآية، فقيل له: إنك تدعو أمواتا. فقال: ما أنت بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون.
إثبات الحياة البرزخية ومنها: ما هو صريح في الحياة الدائمة بعد الارتحال عن الدنيا، كقوله تعالى:
ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت، وقوله تعالى: وإن الدار الآخرة لهي الحيوان، وقوله تعالى: يقول يا ليتني قدمت لحياتي، أي يقول الكافر: يا ليتني قدمت في الدنيا التي حياتها منقطعة لحياتي التي هي دائمة، ولذا قال: لحياتي. ولم يقل لهذه الحياة. تنزيلا للحياة المنقطعة منزلة العدم، فكأنها ليست الحياة بعد مفارقة الروح البدن العنصري إلى الحياة في الآخرة.
ومنها: ما نزل في حق الشهداء: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون، يستبشرون بنعمة من الله وفضل وإن الله لا يضيع أجر المؤمنين.
ومنها: ما اشتمل على خطاب الله مع المؤمنين مثل قوله تعالى: يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، فلو كانت النفوس البشرية بعد مفارقة الأرواح عن الأبدان معدومة
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»