يا تلميذ: ما قصدته بذكر عقيدتك كاملة أي ما يتعلق بالعصمة، ولأني لا أحب اللف والدوران فاعتبر أن هذه هي عقيدتي، وإلى أن تنتهي من ذكر أدلتك وحتى قبل ذلك لو أحببت، فيمكنك أن تناقش عقيدتي.
هذه عقيدتنا في العصمة يا تلميذ:
الأنبياء هم صفوة البشر وأفضلهم معدنا: قال تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس)، ولكنهم بشر مثل بقية البشر يحصل لهم ما يحصل للبشر من السهو والنسيان: قال تعالى في قصة موسى والخضر: (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا قال لا تؤاخذني بما نسيت ولا ترهقني من أمري عسرا)، (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)، وقال تعالى عن يوشع بن نون: (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره)، وفي الحديث الذي يرويه الترمذي والحاكم: (ونسي آدم ، فنسيت ذريته)، ومن ذلك نسيان الرسول صلى الله عليه وسلم في غير البلاغ وفي غير أمور التشريع حينما صلى بهم إحدى صلاتي العشي ركعتين نسيانا ثم أتم الصلاة بعد ذلك حينما نبهه الصحابة، والحديث متفق عليه، وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ولكني إنما أنا بشر، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني). رواه البخاري ومسلم وغيرهما، قال هذا بعد نسيانه في إحدى الصلوات . ويحصل منهم الذنب قبل البعثة وبعدها، وكذلك من الممكن أن يخطأ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويذنبوا بعض الذنوب، ومن ذلك ما حكاه الله عن الأسباط أخوة يوسف والذين جاءتهم النبوة بعد قصتهم مع يوسف، ومما يدل على نبوتهم قوله عز وجل: (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل