الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٣٨١
وموسى عليه السلام قتل رجلا خطأ وندم (قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين، قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم) - القصص 16. ويونس عليه السلام غضب على قومه وتركهم، فأكله الحوت... ثم تاب وتاب الله عليه. كما في سورة الأنبياء 87.
ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لما جاءه الأعمى عبس في وجهه، فأنزل الله عز وجل، (عبس وتولى أن جاءه الأعمى...) سورة عبس.
(علما أن الشيعة ينكرون ذلك وليس الجانب جانب تفصيل في ذلك)، وعندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين التخلف عن غزوت تبوك، عاتبه الله بقوله: (عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين) - سورة التوبة 43. وعاتب الله نبينا صلى الله عليه وسلم عندما استغفر للمشركين، فقال تعالى: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم) - التوبة 113. وروى البخاري عن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كسرت رباعيته يوم أحد، وشج وجهه حتى سال الدم، فقال: (كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعهم إلى ربهم؟) فأنزل الله تعالى، قوله: (ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) - آل عمران 128. والأدلة في ذلك من القرآن كثيرة، لكن الحاصل هل هذا قدح في النبوة؟؟
الجواب: لا لا لا لا، لأنهم كما أسلفت بشر، والله عز وجل يعصموهم في تبليغ أمور الدين، وفي باقي الأمور يجتهدون ويصبهم ما يصيب الناس.
وفي ذلك حكمة: وهي لو كان الأنبياء معصومون في جميع الأمور، لما كانوا قدوة لنا، لأننا نختلف عنهم تماما وحاله حال من يقتدي بالملائكة.
(٣٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 375 377 378 379 380 381 382 383 384 385 386 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483