الانتصار - العاملي - ج ٤ - الصفحة ٣٧٩
وجاء في تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى: أن ظاهر الآية لا يدل على أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله ولا فيها ما يدل على أنه خطاب أحد، بل هو خبر محض لم يصرح فيها بالمخبر عنه، بل وفيها ما يدل بعد التأمل أن المعني فيها غير النبي صلى الله عليه وآله، لأنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفاته في قرآن أو خبر مع الأعداء المنابذين له فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى عن الفقراء، وهذا مما لا يوصف به نبينا صلى الله عليه وآله، ولا يشبه أخلاقه الواسعة وعطفه على قومه.
وكيف يقول: وما عليك ألا يزكى، والنبي صلى الله عليه وآله مبعوث للدعوة إلى الإسلام وتوجيه الناس نحوها، وقوله سبحانه: (وما عليك ألا يزكى) ترخيص له بأن لا يحرص على إسلام قومه!
أقول: إن ذلك أيضا يضارب ما أنزل إلينا من الله تعالى في مواصفات نبينا نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه إذ نقرأ: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). وقال تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك). وقال تعالى:
(وإنك لعلى خلق عظيم) وغيرها من الآيات البينات التي تنزه سيد الخلق أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق الأمين، المعروف بطيبة قلبه ورأفته مع غيره، حتى من قبل بعثته من أفعال يفعلها الذين لا صبر في قلوبهم ولا إيمان.
وأضاف السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء: أن هذه السورة نزلت في رجل من أصحاب رسول الله كان منه هذا الفعل مع سائل أعمى جاء يسأله شيئا، كما جاء ذلك فيما روي عن الإمام الصادق (ع) ومضى السيد المرتضى يقول: ونحن إذا شككنا في عين من نزلت فيه هذه الآية فلا نشك أنها لا تعني
(٣٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 372 373 375 377 378 379 380 381 382 383 384 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الرابع: دفاعا عن الأنبياء عليهم السلام 3
2 الفصل الأول: عصمة الأنبياء ونزاهتهم عند الشيعة 5
3 الفصل الثاني: من إسرائيليات البخاري ومسلم 19
4 الفصل الثالث: مناقشات في عصمة الأنبياء عليهم السلام 37
5 الفصل الرابع: مناظرة بين التلميذ ومشارك 59
6 ردود التلميذ على أباطيل فيصل نور 189
7 الباب الخامس: دفاعا عن نبينا صلى الله عليه وآله 191
8 الفصل الأول: النبي صلى الله عليه وآله بشر لا كالبشر 193
9 الفصل الثاني: فرية الغرانيق القرشية التي استغلها أعداء الاسلام!! 233
10 ولكن البخاري ومسلما رويا فرية الغرانيق!! 240
11 الفصل الثالث: مقام عمر عند بعضهم فوق مقام النبي (ص)!! 253
12 الفصل الرابع: أبو بكر وعمر عند بعضهم أفضل من النبي (ص)!! 273
13 تراهم أشد دفاعا عن ابن تيمية منهم عن النبي صلى الله عليه وآله 279
14 حساسيتهم على عائشة أكثر منها على النبي صلى الله عليه وآله 282
15 الفصل الخامس: رد افترائهم على النبي (ص) 285
16 الفصل السادس: رد افتراءاتهم على أخلاقيات النبي صلى الله عليه وآله 349
17 آه لوجدك يا رسول الله!! 352
18 فضائح البخاري في انتقاصه لرسوله صلى الله عليه وآله 360
19 الفصل السابع: افتراؤهم على النبي (ص) أنه كان يشك في نبوته!!! 365
20 الانتحار سنة معطلة 367
21 احتجاج النصارى بمفتريات الصحاح على النبي (ص)!! 369
22 الفصل الثامن: رد ما نسبوه إلى النبي (ص) من العبوس في وجه المؤمنين!! 375
23 من وافق الشيعة من المفسرين السنيين، أو مال إلى تفسيرهم 445
24 الفصل التاسع: هل مات النبي صلى الله عليه وآله مسموما؟ 483