الامامة ذلك الثابت الإسلامى المقدس - الشيخ جلال الصغير - الصفحة ١٩٥
وثمة شئ آخر، فحيث أن العطاء الرباني لم يبلغ - في المضمار الواقعي - إلى عالم التكليف من مداه إلا المقدار البسيط منه، فيما نجد أن الحديث إلهي عظيم عنه، فلا بد من وجود الشاهد الذي يستطيع أن يرى هذا العطاء العظيم المخصص لهذا العالم، ليكون شاهدا على وجوده من جهة، وشاهدا على الإمكانات المتاحة فيه الصالحة للسخرة من جهة ثانية، وشاهدا على طبيعية التسخير الجارية في عالم التكليف ومن ثم حكما عليها من جهة ثالثة.
الأمر الذي يحتم أن يكون لهذا الوجود إمامة خاصة به وتلتقي مع سائر الصفحات المكونة لعملية الهداية الربانية وعليه فغن من الواجب أن يكون هذا الشخص هو نفس في الإمامات السابقة.
وما من شك في اتفاق أهل الإسلام جميعا على أن هذا الإنسان هو رسول الله (ص)، وحيث أن آية المباهلة (1) قد دلتنا على التطابق الكلي بين نفس الرسول (ص) مع نفس الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ودلتنا آية

(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست