الآية ومفرداتها وسياقها منه سواء كان معنى أخلاقيا أو اجتماعيا أو سياسيا نافعا بحال المجتمع، إذا كان له صلة بالظاهر غير منقطع عنه فهو تفسير مقبول وفي غير هذه الصورة يكون مردودا.
ولعل كون القرآن كتاب القرون والأجيال لا تنقضي عجائبه يلازم قبول هذا النوع من التفسير الإشاري ولأجل ذلك لم يزل كتاب الله طريا في غضون الأجيال لم يندرس ولم يطرأ عليه الاندراس، بل هو طري ما دامت السماوات والأرض ولازم ذلك وجود معارف وحقائق في القرآن يهتدي إليها الإنسان بالتعمق في دلالاته اللفظية: المطابقية والتضمنية والالتزامية وإن كان السلف في الأعصار الماضية غافلين عن هذه المعاني، ولعله إلى ذلك يشير الصادق - عليه السلام - في جواب من سأله أنه ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ بقوله: " لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس وهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة " (1).
وبالجملة فإيصاد هذا الباب في وجه المفسرين، يوجب وقف الحركة العلمية في فهم الكتاب العزيز وبالتالي يكون القرآن كسائر الكتب محدود المعنى، ومقصور المراد، لا يحتاج إلى تداوم البحث وتضافره.
* * *