الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٨٣
الكتاب المكنون:
على أن قوله تعالى * (في كتاب مكنون) * هو كقوله تعالى * (.. أنزلنا إليك الكتاب..) *، * (أنزلنا إليكم كتابا..) *، * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا..) * حيث يعني أنه الكتاب في المجرد، لا المكتوب بالصحف أي المصحف، مما يظهر أن المس هو الإدراك لا اللمس.
ومكنون بمعنى محفوظ من كل الجهات أي في النص والمعنى، أي هو محفوظ كما يريده الله تعالى بالوجه المطابق لوحيه، وذلك كقوله تعالى * (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) * (1)، فهو محفوظ لدى الله، وكذلك * (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) * (2)، فالقرآن الكريم لدى الله في أم الكتاب وفي لوح محفوظ وكتاب مكنون، فهذا كله يشير إلى أن قوله لا يمسه يعني الإدراك لا اللمس.
المطهرون:
والمطهرون أي الذين طهروا ووقع التطهير عليهم وهذا غير المتطهرين، فالأول اسم مفعول والثاني اسم فاعل. فهي تدل على طهارة النفس لا طهارة البدن، لأن الثانية فعل يحققه الإنسان فيسمى متطهرا، أما

(1) سورة البروج، الآية 22.
(2) سورة الزخرف، الآية 4.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 279 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»