الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٥٧
عن نزول الآيتين 51 و 52، بل هو أكثر شهرة، بل من أكثر أسباب نزول الآيات شهرة، فلا يكون منطقيا إلحاقهما.
2 - لو سلمنا جدلا بوحدة النزول والسياق، فما قبل الآية لا يفرض هذا التخصيص لمعنى الولاية كما يدعون.
إن حادثة النزول التي جاء فيها الكلام عن النصرة أو المودة، ليست سببا كافيا لتخصيص معنى الولاية في الآية (51) * (لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء..) * بمعنى النصرة أو المودة دون سواهما من مضمون الولاية، إذ جاء النص بلفظ الولاية مطلقا دون غيره من الألفاظ التي تدل على أي معنى من معاني الولاية. فلا بد من الأخذ بشمول معنى اللفظ من جهة، لا سيما أن الكلام بهذا المعنى ينسجم في النص وما بعده، وينسجم مع حادثة النزول المفترضة، كما سيأتي لاحقا، ولا يتوقف على التخصيص من جهة ثانية، نعم، لو كان استقامة الكلام يتوقف عليه للزم حمل عموم اللفظ على خصوص المعنى تبعا لحادثة النزول، أما وأن استقامة المعنى لا تتوقف عليه، فلزم إبقاء عموم اللفظ على عموم معناه، والتخصيص يصبح إسقاطا على النص وتعد عليه.
إن أصل الولي الذي هو أولى أي أحق، كما قال المبرد في العبارة عن صفات الله تعالى (نقلا عن البيان)، فولي أي أمر هو أولى به وأحق، فيكون تابعا له، وله التصرف بشأنه ويمتلك قياده وله سبيل عليه، كولي المال، وولي الدم، وولي المرأة، وولي القاصر، وولي اليتيم، وولي أمر
(٢٥٧)
مفاتيح البحث: الوقوف (2)، اليتم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»