الذين شملهم الخطاب من جميع من تبقى من المؤمنين، لذا فإن هدف النص تمييزهم بذلك الوصف الذي قد تفردوا به دون سواهم، بأنهم يؤتون الزكاة حال الركوع من الصلاة. ولا يمكن أن يكون القصد من الركوع الخضوع ليصبح الوصف شاملا لكل المؤمنين، فيتعارض مع وظيفة إنما الحصرية من جهة أولى، بينما يفقد الوصف مبرراته، وتغدوا العبارة كلها فضولا لأن أداء الصلاة والزكاة بذاتهما مظهر وفعل وخضوع، ولا يزيد قولنا خاضعين على صورتهما، كما ويصبح إقام الصلاة وإيتاء الزكاة بهذا الاعتبار كالحال المعهود لكل المؤمنين، فلا يضيف على قولنا الذين آمنوا، إذ من لا يفعلها لا يوصف باسم الإيمان، لذا لا بد من فهم لفظ وهم راكعون على ظاهره المتبادر ليستقيم النص في عبارته، فيكون الوصف هادفا إلى تمييز الذين آمنوا الذين وجبت لهم الولاية على باقي المؤمنين.
فوجب إذن أن نعلم من هؤلاء الذين خصهم الله تعالى بهذه المنزلة الكبرى، ويعلم ذلك من أسباب النزول ومن السنة الشريفة، فلقد صرح المفسرون على أنها نزلت في أمير المؤمنين (ع) (1) وقد نقل إجماعهم على