الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٥٣
الذين شملهم الخطاب من جميع من تبقى من المؤمنين، لذا فإن هدف النص تمييزهم بذلك الوصف الذي قد تفردوا به دون سواهم، بأنهم يؤتون الزكاة حال الركوع من الصلاة. ولا يمكن أن يكون القصد من الركوع الخضوع ليصبح الوصف شاملا لكل المؤمنين، فيتعارض مع وظيفة إنما الحصرية من جهة أولى، بينما يفقد الوصف مبرراته، وتغدوا العبارة كلها فضولا لأن أداء الصلاة والزكاة بذاتهما مظهر وفعل وخضوع، ولا يزيد قولنا خاضعين على صورتهما، كما ويصبح إقام الصلاة وإيتاء الزكاة بهذا الاعتبار كالحال المعهود لكل المؤمنين، فلا يضيف على قولنا الذين آمنوا، إذ من لا يفعلها لا يوصف باسم الإيمان، لذا لا بد من فهم لفظ وهم راكعون على ظاهره المتبادر ليستقيم النص في عبارته، فيكون الوصف هادفا إلى تمييز الذين آمنوا الذين وجبت لهم الولاية على باقي المؤمنين.
فوجب إذن أن نعلم من هؤلاء الذين خصهم الله تعالى بهذه المنزلة الكبرى، ويعلم ذلك من أسباب النزول ومن السنة الشريفة، فلقد صرح المفسرون على أنها نزلت في أمير المؤمنين (ع) (1) وقد نقل إجماعهم على

(١) شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ ص ١٦١ الأحاديث ٢١٦ لغاية ٢١٩ و ٢٢١ لغاية ٢٣٩ و ٢٤٠ و ٢٤١ ط بيروت. مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ٣١١ ط الغري الأحاديث ٣٥٤ لغاية ٣٥٨. كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٢٢٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ ط الحيدرية وص ١٠٦ و ١٢٢ و ١٢٣ ط الغري. ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري الشافعي ص ٨٨ و ١٠٢. المناقب للخوارزمي الحنفي ص 187. ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 4 ص 409 ح 908 و 909. الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ص 108 و 123. الدر المنثور للسيوطي ج 2 ص 293. فتح الغدير للشوكاني ج 2 ص 53. التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ج 1 ص 181.
(٢٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 249 251 252 253 254 255 256 257 258 ... » »»