الإمام علي (ع) - الدكتور جواد جعفر الخليلي - الصفحة ١٨
فسر أبو طالب سرورا عظيما وخر ساجدا لله تبارك وتعالى وبعدها نحر عشرة من الإبل شكرا لله على هذا الأثر العظيم.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
سألت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن ميلاد علي بن أبي طالب فقال: سألتني عن خير مولود ولد في شبيه المسيح إن الله تبارك وتعالى خلق عليا من نوري وخلقني من نوره وكلانا من نور واحد، ثم إن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم وهي آمنة واستودع علي خير رحم وهي فاطمة بنت أسد.
وكان في زماننا رجل زاهد عابد يقال له المبرم بن دعيب بن الشقبان قد عبد الله تعالى 270 سنة لم يسأل الله حاجة فبعث الله إليه أبا طالب فلما أبصره المبرم قام إليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له: من أنت؟
فقال: رجل من تهامة فقال: من أي تهامة؟ فقال: من بني هاشم.
فوثب العابد فقبل رأسه ثم قال: يا هذا إن العلي الأعلى ألهمني إلهاما.
قال أبو طالب وما هو؟ قال: ولد يولد من ظهرك وهو ولي الله عز وجل، فلما كانت الليلة التي ولد فيها علي أشرقت الأرض فخرج أبو طالب وهو يقول:
أيها الناس ولد في الكعبة ولي الله فلما أصبح دخل الكعبة وهو يقول: الأبيات المارة أعلاه فسمع صوت هاتف يقول:
يا أهل بيت المصطفى النبي * خصصتم بالولد الزكي إن اسمه من شامخ العلى * علي اشتق من العلي (1)

(1) أخرجه الحافظ الكنجي في كفاية الطالب: ص 340.
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»