فلم يرد في البغض: من أبغضني فقد أبغضهما؟
وقد يكون السبب في الملاحظة الثانية: أن فرض بغض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، في المجتمع الإسلامي، أمر لا يمكن تصوره ولا افتراضه، إذ هو يساوي الكفر بالرسالة ذاتها، وبالمرسل والمرسل أيضا.
لكن بغض آل الرسول، فهو على فظاعته، قد تحقق على أرض الواقع، فقد كان في أمة الرسول بالذات من أبغض الحسنين، ولعنهما على منابر الإسلام، بل وجد في الأمة من شهر السيف في وجهيهما، وقاتلهما.
وهل قتل الحسين عليه السلام على يد أناس من غير أمة جده الرسول محمد؟! ولماذا؟
إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعلن بالنص المذكور - الذي هو من دلائل النبوة - أن بغضه، وإن لم يفترضه المسلم مباشرة، ولا يتمكن المنافق والكافر من إظهاره علانية، إلا أنه يتحقق من خلال بغض الحسن والحسين، لأن:
من أبغضهما فقد أبغض النبي، لما في بغضها من انتهاك المثل التي يحتذيانها، ونبذ المكارم التي يحتويانها، ورفض الشرائع التي يتبعانها، وهي نفس المثل، والمكارم، والشرائع، التي عند الرسول نفسه صلى الله عليه وآله وسلم فبغضهما ليس إلا بغضا له صلى الله عليه وآله وسلم ولرسالته.
ولقد رتب النتائج الوخيمة على بغضهما في قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
[131] من أحبهما أحببته، ومن أحببته أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم.
ومن أبغضهما أو بغي عليهما، أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله نار جهنم، وله عذاب