الإمام الحسين (ع) سماته وسيرته - السيد محمد رضا الجلالي - الصفحة ١٦٥
لكن يدا آثمة امتدت إلى هذا الكتاب العظيم، لتفرغه من ذكر أحداث يوم عاشوراء، إذ ليس في ذكر تلك الأحداث، إلا ما يكشف عن مدى الألم والظلم والاعتداء الذي جرى على أهل البيت، مما لا يمكن إنكاره ولا دفعه ولا توجيهه ولا تفسيره إلا على أساس ما قلنا وتلك اليد الآثمة الخائنة للعلم والتراث تريد أن تبرئ ساحة بني أمية، أسلافها، من الجرائم المرتكبة يومذاك، تلك الجرائم السوداء البشعة، التي لم يغسل عارها مرور الأيام، ولا ينمحي بحذف هذه الأحاديث من هذه النسخة أو تلك!
ولئن امتدت يد الخيانة إلى تاريخ ابن عساكر، فحذفت منه حوادث يوم عاشوراء، فإن مؤرخي الإسلام، ومؤلفي المسلمين، قد أفعموا كتب التاريخ بذكر تلك الحوادث، وجاء ذكر ذلك في العديد من الكتب التاريخية وألف لذلك، خاصة، ما يسمى بكتب المقاتل ولعل نسخة من أصل تاريخ ابن عساكر توجد هناك أو هنا، فيعرفها مطلع، أو يطلع عليها منصف، فيخرجها إلى النور، فيبهت الخائنون الذين ظلموا الإسلام، وظلموا آل محمد، وظلموا التاريخ، وظلموا التراث، وظلموا المسلمين بالتعتيم عليهم، وكتمان ما جرى على أرض الواقع عنهم.
كما فعلوا مثل هذا الحذف والتحريف في كثير من كتب التراث والحديث والدين، فأبادوها بالدفن والإماثة بالماء، والإحراق (1) ولكن الحقائق، وإن خالوها تخفى على الناس، فإنها لا بد وأن تعلم مهما طال الزمن (2)

(١) إقرأ عن ذلك: تدوين السنة الشريفة للمؤلف.
(٢) مثل الطبقات الكبرى لابن سعد كاتب الواقدي، فإنه ذكر في ترجمة الإمام الحسين عليه السلام، مقتله وما جرى عليه يوم عاشوراء بتفصيل واف، ولا بد أن ابن عساكر قد أورده في تاريخه، لأنه لا يغفل ما رواه ابن سعد في الطبقات، فكيف يتجاوز هذا المقتل؟
إلا أن ترجمة الإمام الحسين عليه السلام من كتاب الطبقات لابن سعد، هي الأخرى حاول إغفالها الطابعون للطبقات، فلم يوردوها في المطبوع - لا الطبعة الأوروبية ولا البيروتية؟
لكن الله ادخر منها نسخة في مكتبة أحمد الثالث في إستانبول - وهي النسخة الأصل التي اعتمدها طابع النسخة الأوروبية - وحققها أخيرا سماحة السيد الطباطبائي في نشرة تراثنا الصادرة من مؤسسة آل البيت - قم في العدد (10) ونشر مستقلا أيضا.
كما أورد محقق كتاب ابن عساكر كل ما يرتبط بالمقتل منه في هامش مطبوعته من تاريخ ابن عساكر، ليتلافى النقص في ترجمة الإمام عليه السلام منه، فجزاهما الله خيرا.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ملاحظات 4
2 دليل الكتاب 5
3 المقدمة 7
4 من هو ابن عساكر؟ 9
5 الباب الأول: سمات الحسين عليه السلام 11
6 1 - الهوية الشخصية 13
7 اسمه الحسين 13
8 كنيته 15
9 ألقابه 15
10 أبوه 16
11 أمه 16
12 2 - تواريخ وأرقام 18
13 الولادة 18
14 الشهادة 19
15 مدة العمر 19
16 3 - المظاهر الخلقية 20
17 4 - الخلق العظيم 22
18 5 - الطهارة الإلهية 23
19 6 - القوة الغيبية 25
20 7 - شؤون أخرى 27
21 1 - بين الحسن والحسين 27
22 2 - عند الولادة 28
23 3 - الرضاع 28
24 4 - الغنة الحسينية 30
25 5 - كان يصبغ بالوسمة 30
26 6 - تواضع وكرم 30
27 الباب الثاني: سيرة الحسين عليه السلام قبل كربلاء 31
28 أولا: في حماية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 33
29 8 - رواية الحديث الشريف 35
30 9 - بيعة الرسول 37
31 10 - الرسول يفعل 38
32 11 - الرسول يقول 41
33 12 - الحسين والبكاء 45
34 13 الحب والبغض 47
35 14 - السلم والحرب 54
36 15 - وديعة الرسول 58
37 ثانيا: بعد غياب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 63
38 16 - ضياع بعد الرسول 65
39 17 - موقف من عمر 67
40 18 - مع أبيه في المشاهد 71
41 19 - في وداع أخيه الحسن عليه السلام 73
42 ثالثا: في مقام الإمامة 77
43 20 - مقومات الإمامة 79
44 النص 80
45 العلم بالدين 81
46 الفضل 85
47 القيادة 88
48 21 - البركة والاعجاز 89
49 22 - الحج في سيرة الحسين عليه السلام 91
50 23 - مع الشعر والشعراء 94
51 الشعر المنسوب إلى الإمام 96
52 24 - رعاية المجتمع الإسلامي 99
53 25 - مواقف قبل كربلاء 102
54 اجتماع منى العظيم 104
55 خطبة الإمام الحسين عليه السلام في منى 106
56 معاوية بين فكي الأسد 112
57 رسالة الإمام الحسين عليه السلام إلى معاوية 116
58 الباب الثالث: سيرة الحسين في كربلاء 123
59 26 - تباشير الحركة 125
60 27 - عراقيل على المسير 128
61 28 - من أنباء الغيب 143
62 حديث كربلاء أحزانها وتربتها 149
63 29 - أصحاب أوفياء 154
64 30 - يوم عاشوراء 162
65 عظمة عاشوراء 162
66 ألم عاشوراء 163
67 إتمام الحجة 166
68 العريان 177
69 الباب الرابع: أحداث بعد كربلاء 181
70 31 - مواقف متأخرة 183
71 أنس بن مالك 184
72 زيد بن أرقم 185
73 32 - أحزان الأحلام 187
74 33 - رثاء الطبيعة 188
75 34 - الأسى والرثاء 190
76 350 الانتقام للدماء 195
77 الخاتمة 199