الناس فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه. وقال:
أيها الناس، استعدوا للشخوص إلى إمامكم وانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرأون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين عليه السلام وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله الامر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والمقيم بالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لاثم. فقام اليه الأحنف بن قيس، فقال: نعم والله، لنجيبن ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضا والكره، نحتسب في ذلك الاجر ونأمل به من الله العظيم حسن الثواب. وأجابه سائر الناس إلى المسير، فاستعمل أبا الأسود الدؤلي على البصرة وخرج حتى قدم على أمير المؤمنين عليه السلام بالنخيلة (مصغر نخلة) موضع من الكوفة على سمعت الشام.
وعن عبد الله بن عوف بن الأحمر: أن عليا عليه السلام لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس بأهل البصرة.