الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ٢١
الإسلام وحمايته، شهد بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا، كما شهد أحدا وأبلى فيها بلاء حسنا، واستشهد فيها، وكان قائد جيش رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم ذاك.
ولما كانت وقعة بدر أول من برز من أبطال المشركين وصناديد قريش مبتدئين القتال: عتبة بن ربيعة، وأخوه شيبة، وابنه الوليد بن عتبة، ثم دعوا المسلمين إلى البراز، فبرز إليهم ثلاثة فتيان من الأنصار، وهم أبناء عفراء: معاذ ومعوذ وعوف، وهم من بني الحارث، فقال لهم المشركون - بعدما انتسبوا -:
ارجعوا فما لنا بكم حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عبيدة بن الحارث، ويا عم حمزة، ويا علي بن أبي طالب، قوموا فقاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم، إذ جاؤوا بباطلهم ليطفئوا نور الله، فبرزوا. فقال عتبة: تكلموا حتى نعرفكم فإن كنتم أكفاءنا، وكان عليهم البيض (1) فلم يعرفوهم، فقال حمزة: أنا حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، فقال عتبة: كفؤ كريم، وأنا أسد الأحلاف. ثم قال: ومن معك؟ قال: هذا علي بن أبي طالب، وهذا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب. قال عتبة: كفؤان كريمان.
هذا ما يدل على أن لقب حمزة بأسد الله وأسد رسوله كان معروفا عندهم منذ أن أسلم، وأن مقام حمزة كان أعلى من مقام عبيدة على رغم كبر سن عبيدة، وهو الذي تولى إجابة كبير المشركين.
فبرز علي إلى الوليد بن عتبة، وكانا أصغر القوم سنا، فاختلفا بضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا، وضربه علي على حبل عاتقه الأيسر فأخرج السيف من تحت إبطه، ثم ضربه أخرى فصرعه. وبارز عبيدة شيبة وهما أسن القوم،

(1) البيض: لامة الحرب.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»