الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٦ - الصفحة ٣٩
ولما أنكر عليه زميله القديم حجر بن عدي الكندي ذلك، استدعاه، فوجه إليهم من يحضره ثم قال له: يا حجر أرأيت ما كنت عليه من المحبة والموالاة لعلي بن أبي طالب؟ قال حجر نعم: قال: فإن الله قد سلخ ذلك من قلبي وحوله إلى بغضه وعداوته، أو رأيت ما كنت عليه من البغضة والعداوة لمعاوية؟ قال حجر نعم: قال: فإن الله حول ذلك محبة وموالاة، فلا أعلمتك ما ذكرت عليا بخير ولا لأمير المؤمنين معاوية بشر.
أقول كذب والله زياد بن سمية وأثم، إن الله تعالى لم يغير ذلك فيه إنما غيره الشيطان وفساد مولده - وقد قال (صلى الله عليه وآله): " الولد للفراش وللعاهر الحجر " كما سبق ذكرها، فكيف يمكن أن يكون هذا المولود مؤمنا محبا لأمير المؤمنين (عليه السلام)؟ الذي قال فيه (صلى الله عليه وآله): " يا علي لا يحبك إلا مؤمن طاهر المولد، ولا يبغضك إلا ابن زنا... ".
وفي رواية أخرى، إن زيادا لما اجتمع بحجر بن عدي، قال له: تعلم يا حجر أني أعرفك، وقد كنت وإياك على ما قد علمت - يعني حب أمير المؤمنين علي بن أبي
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»