الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٥ - الصفحة ٩٤
وضحك معاوية ملء شدقيه وقال: " ما بالله يا أبا عبد الله قد مزق الرعب وجهك ".
واغتاظ ابن العاص من هذه السخرية اللاذعة، فالتفت إليه بغضب قائلا: " إذا كنت لا تخشاه، فما بالك فررت من سيف المرقال، ودونك المدججون بالسلاح، وقد جف ريقك وغارت عيناك، وفررت من وسط القوم كما يفر من منظر الأسد؟! ".
ومعاوية ذلك الانسان الداهية، لا يغضب من حديث ابن العاص، وإن كان فيه مغمز له.
ولكن لم يترك لابن العاص سخريته، فما حمي الوطيس بين الطرفين، وهاشم يرقل بالراية إرقالا وسط الأعداء، وهو وعدة من أبطاله هدفهم معاوية، يدك الصفوف التي وقفت دونه ليصل محمله، واضطرب معاوية أشد الاضطراب، وأرسل إلى ابن العاص يقول له: " ويحك أن اللواء اليوم مع هاشم بن عتبة وقد كان من قبل يرقل به إرقالا، وإنه إن زحف به اليوم زحفا، إنه ليوم
(٩٤)
مفاتيح البحث: هاشم بن عتبة (1)، الهدف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 ... » »»