الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٥ - الصفحة ٣٠
قال نصر بن مزاحم (1): إن الإمام علي (عليه السلام) لما عزم على المسير إلى صفين، دعا من كان معه من كبار المهاجرين والأنصار وأهل الرأي فاستشارهم، فقام فيمن قام قيس بن سعد، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله الكريم ثم قال: يا أمير المؤمنين انكمش (2) بنا إلى عدونا ولا تعرج، فوالله لجهادهم أحب إلى من جهاد الترك والروم والديلم، لإدهانهم (3) في دين الله، واستذلالهم أولياء الله من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، إذا غضبوا على رجل مؤمن حبسوه أو ضربوه، أو حرموه من عطائه، أو سيره إلى خارج بلده وأصبح فيئنا لهم في أنفسهم حلال، ونحن لهم فيما يزعمون قطين. وهذه الكلمة

(1) في كتاب صفين.
(2) انكمش: أسرع - لا تتماهل أو تتأخر.
(3) المداهنة والمزاوغة والمكر: العرجة المكوت.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»