فأقبلوا معا على تجهيزه، وتعاونوا على غسله، وتكفينه، حتى فرغوا منه، تقدم كبيرهم وهو مالك الأشتر فصلى عليه، ثم واروه وسووا عليه التراب.
فقام مالك الأشتر على قبره وقال:
اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، ولم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه حتى جفي، ونفي، وحرم [وحقر]، ثم مات وحيدا غريبا.
اللهم فاقصم من حرمه ونفاه من مهاجره وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رفعوا جميعا أيديهم بالتأمين على دعائه، والترحم عليه.
وحملوا معهم زوجته - أو - ابنته إلى المدينة وسلموها إلى الإمام علي (عليه السلام).
انتهت قصة حياة هذا البطل المغوار الذي ما أخذته في الله ولا في رسوله لومة لائم، وجاهد الكفار والمشركين والمنافقين والمنحرفين بكل ما يملك من عزم وقوة،