الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٤ - الصفحة ٩٦
وهذه الرواية تؤكد أن معاوية كان يدرك مدى الفائدة التي سيجنيها من مقتل عثمان على الثوار، وأنه كان يساعد على قتله بواسطة مروان بن الحكم وغيره ممن كانوا يسيرون عثمان كما يريدون، ويعملون على تأزم الموقف وتعقيده.
ودليل آخر لما استنجد عثمان بمعاوية جهز جيشا كبيرا وأمر قائده أن ينزل بالقرب من المدينة وأن لا يدخلها أبدا مهما كانت الأمور وخيمة وقال له بالحرف الواحد: لا تقول يرى الشاهد ما لا يراه الغائب، فإني هنا أرى وأسمع، حتى قتل عثمان، ولما قتل أرسل الأمويون بأقصى سرعة قميص عثمان، وأصابع زوجته نائلة بنت القرافصة إلى معاوية بالشام، ليرفعها على المنبر، ويعلن للشاميين، قوله: لقد قتل إمامكم مظلوما، وراح يطالب بدمه من علي بن أبي طالب (عليه السلام) فكان هذا القميص من أبرز الأسباب التي أوصلت معاوية إلى الحكم والخلافة، ولم يحدث التاريخ عن قميص اشترك في تأسيس دولة كما حدث لقميص عثمان بن عفان، وأصبح يضرب به المثل.
(٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 ... » »»