الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٤ - الصفحة ٨٩
محمد بن علقمة بن الأسود النخعي قال: خرجت في رهط أريد الحج، منهم مالك بن الحارث الأشتر، وعبد الله بن الفضيل التميمي، وحجر بن عدي، ورفاعة بن شداد البجلي، حتى قدمنا الربذة فإذا امرأة على قارعة الطريق تقول: يا عباد الله المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد هلك غريبا ليس لي أحد يعينني عليه، قال: فنظر بعضنا إلى بعض وحمدنا الله على ما ساق إلينا، واسترجعنا على عظيم المصيبة، ثم أقبلنا معها فجهزناه وتنافسنا في كفنه حتى خرج من بيننا بالسواء.
ثم تعاونا على غسله حتى فرغنا منه ثم قدمنا مالك الأشتر فصلى بنا عليه ثم دفناه، فقام الأشتر على قبره، وقال:
اللهم هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، ولم يغير ولم يبدل، لكنه رأى منكرا فغيره بلسانه وقلبه، حتى جفي، وحرم، واحتقر. ثم مات وحيدا غريبا.
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»