رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك لما توقفت راحلتي عن السير، تركتها وحملت أمتعتي على ظهري وسرت أياما ماشيا على قدمي حتى لحقت به، لما رآني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بهذه الحالة قال لي: يا أبا ذر تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتدخل الجنة وحدك، ويسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون تجهيزك وغسلك ومواراتك في قبرك.
فإذا أنا مت فمدي الكساء على وجهي، ثم اقعدي على قارعة الطريق، فإذا أقبل ركب، فقومي إليهم وقولي، هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد توفي.
قالت: فلما مات مددت الكساء على وجهه، وقمت على الطريق فإذا بركب من بعيد يخب الأرض خبا، فلوحت لهم بثوب كان في يدي فأقبل الركب، فقالوا:
مالك يا أمة الله؟ فقلت لهم يا معشر المسلمين هذا أبو ذر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد توفي.
فنظر بعضهم إلى بعض بدهشة ونزلوا من رواحلهم، واسترجعوا على عظيم المصيبة.