الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١ - الصفحة ٣٥
معاولهم أن تصنع فيها شيئا فقالوا لسلمان إذهب إلى رسول الله وأخبره بذلك، فلعله يأمرنا بالعدول عنها فإنا لا نريد أن نتخطى أمره، أقبل (صلى الله عليه وآله) مع سلمان ونزل بنفسه إلى الخندق، وأخذ المعول من سلمان وضرب الصخرة ضربة صدعتها وخرج منها بريق أضاء ما بين لابتيها حتى كأنها مصباح في بيت مظلم، فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبر المسلمون بتكبيره، ثم ضربها مرة أخرى فتصدعت وخرج منها نور وبريق أشد من بريق الأول، وفي الضربة الثالثة لمع منها بريق وتصدعت وتكسرت وظهر لها بريق أضاء ما وراء المدينة فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) التكبيرة الثالثة وكبر المسلمون معه، وأشرقت نفسه الزكية وتأكد من النصر المؤزر. ثم أخذ بيد سلمان وصعدا خارج الخندق.
قال سلمان: بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد رأيت شيئا ما رأيته قط؟ فالتفت (صلى الله عليه وآله) إلى المسلمين وقال: هل رأيتم ما يقول سلمان؟ قالوا: نعم يا رسول الله بأبينا أنت وأمنا لقد رأيناك تضرب بالمعول فيخرج البرق من
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»