الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١ - الصفحة ٣١
وتوصي بي فقال والله يا بني ما أعلم في الأرض أحد على مثل ما كنا عليه حتى آمرك أن تأتيه، ولا أحد يقول مقالتي إلا رجل في أنطاكية فاذهب والتحق به وأقرأه مني السلام. وادفع إليه هذا اللوح، فناولني لوحا محفوظا فلما مات الأسقف قمت بتجهيزه ودفنه، وتركت الشام إلى أنطاكية (1)، فالتحقت براهبها، حتى حان حين وفاته فأوصاني أن التحق برئيس أساقفة الإسكندرية واللوح معي فوجدته على مثل ما كان عليه أصحابه. وحينما حضرته الوفاة، قلت له: إلى من تخلفني وتوصي بي كما أوصاك بي قبلك؟ قال: والله يا بني ما أعلم على وجه الأرض أحدا على مثل ما كنا عليه ويقول مقالتي ولو كان لأرشدتك إليه وأوصيته بك، والآن حان موعد خروج رسول في الجزيرة العربية يدين بدين إبراهيم (عليه السلام) الحنيفية فالتحق به وسلم عليه إن استطعت إلى ذلك سبيلا وهو

(1) بلدة بين سوريا وتركيا من بلاد الإسكندرونة جبلية.
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»