الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ١ - الصفحة ١٠١
فقالت عائشة: قد كنت أحب ذلك، ولكنه لما صرنا إلى ما صرنا إليه أحببت سلامتك لقرابتي منك، فاكفف، ولا تعقب الأمور، وخذ الظاهر ولا تكن لومة ولا عذلة.
وجاء الإمام (عليه السلام) وقرع الهودج برمحه وقال يا حميراء: بهذا أوصاك رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
فقالت: يا ابن أبي طالب ملكت فاصفح، وظفرت فاسجع.
فقال الإمام (عليه السلام): والله ما أدري متى أشفي غيظي؟
أحين أقدر على الانتقام يقال لي لو غفرت؟ أم حين أعجز من الانتقام فيقال لي: لو صبرت بلى أصبر، فإن لكل شئ زكاة، وزكاة القدرة والمكنة العفو والصفح، ثم التفت (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وقال: شأنك بأختك فلا يدن منها أحد سواك، وأمر الإمام فاحتملت عائشة بهودجها إلى دار عبد الله بن خلف في البصرة، وأمر الجمل أن يحرق، ثم يذر رماده في الريح، وأشار إلى الجمل وقال:
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»