الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٧٩
أبويه ومخالفة الصغير للأخ الكبير وامتناع الغني عن إعانة الفقير وعدم احترام المرؤوسين للرؤساء (انتهى).
حوار عن جنگيز نشر في جريدة النهار البيروتية مقال عن جنگيز خان فرددت عليه بالمقال الآتي الذي هو من صميم حديثنا عن جنگيز وقومه:
في المقال الذي نشرته " النهار " في 28 / 9 / 94 عن جنگيز خان وقومه المغول ما يحملني على التعليق عليه بما يلي:
لم تكن هجمة المغول على البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية أول هجمة تنقض بها تلك الجماعة على الناس مكشرة عن أنيابها باسطة أيديها بالسيف بل سبقتها في التاريخ البعيد هجمات دامية عانت البشرية منها ما عانت وكابدت الأرض ما كابدت.
فمن تلك السهول المنبسطة في الشرق من آسيا، ومن تلك البقاع الممتدة امتدادا طويلا عريضا حيث تقوم اليوم جمهورية منغوليا انطلقت على فترات متباينة من التاريخ موجات من الناس العتاة القساة، كان قوام حياتهم الغزو العنيف لجيرانهم في الصين وتركستان غزوا عماده القتل والسلب. بل إذا أعوز الجماعة منهم ضرورات العيش، لم تبال تلك الجماعة بأن تستطيل على من هو أضعف منها من قومها، فتقتل فيه وتسلب وتنهب وتعيث ما استطاعت العيث.
ومن سلالات تلك الجماعات الدموية عرف الكون قبائل الهون في القرن الثالث قبل الميلاد، تلك القبائل التي تصدرت اكتساح أوربا فهزمت القوط الجرمانيين وبدت بأقصى مظهر من مظاهر العنف الوحشية، فنشرت في أوربا الهلع المقيم المقعد.
وفي ما بين القرنين السادس والثامن الميلاديين عرفت آسيا ما عرفت من البلاء من قبائل تليو المغولية التي كانت مواطنها على ضفاف نهري أورخون وتولا حيث تقوم اليوم أولان بانور عاصمة منغوليا.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»