الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٧١
المغول على غزو بلاد خوارزم. كأن المغول بحاجة لمن يحرضهم بعد مذبحته في مبعوثيهم ونهبه لثرواتهم. وكما يقول (باوتولد) في كتابه (تركستان): " وتصرف خوارزم شاه حتى من وجهة نظر القانون الدولي المعاصر قد أعطى جنگيز خان أكثر من سبب كاف لإعلان الحرب، بحيث لم يحتج الأمر إلى تحريض ما من طرف ثالث ".
ويزيد بارتولد على ذلك قائلا: " وبهذه الطريقة نفسها نجد أنصار البابا بأوربا يتهمون الإمبراطور فريدريك الثاني باستدعاء المغول، بينما يتهم الإمبراطور البابا اتهاما مماثلا ".
وتعليقا على ما كان ينال البلاد الإسلامية التي كان علاء الدين محمد خوارزم يفتحها ويضمها إلى ملكه، وما كان ينال شعوبها من جوره وظلمه، يقول بارتولد: " أصبح من العسير على محمد أن يسبغ على حربه مع جنگيز خان طابع الجهاد خاصة وأن ضحايا كارثة أترار التي جعلت الحرب أمرا لا مفر منه كانوا جميعا من المسلمين بلا استثناء ".
استطرادات لا بد منها مما يذكر أن اكتساح جنگيز للعالم الإسلامي في الشرق كان متزامنا مع الحملة الصليبية الخامسة. ففي الوقت الذي سقطت بخارا بيد جنگيز سنة 617 ه‍ (1220 م) كان الصليبيون يحاصرون مدينة دمياظسنة 1219. على أنه كان للخوارزميين بعد ذلك شأن في الحروب الصليبية ببلاد الشام. فقد بقي من علاء الدين محمد خوارزم شاه: ولده جلال الدين منكبرتي، وبقي له ستون ألف مقاتل وبعد وقائع وأحداث له مع المغول سار سيرة سيئة في المسلمين أنستهم سيرة سيرة المغول فيهم، فبعد رجوعه من الهند سنة 622 ه‍ (1225 م) بعد فراره أمام جنگيز جمع فلول جيش أبيه وطفق يعيد سيطرته على جنوب إيران وغربها، ولكنه انصرف إلى محاربة أمراء المسلمين وخليفتهم ونهب بلادهم وتخريبها حتى اضطروا إلى محاربته، وأخذ يغزو دولة الخليفة في نفس السنة حتى تغلغل إلى
(٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 ... » »»