بعقوبا وبادرايا واراذان وباكسايا وتكريت وهو ينهب ويقتل (1)، وقد فتح داقوقا وأوقع السيف في أهلها وسبى حريمهم وهتك نساءهم وأحرق بلدهم وهدم سوره (2). وكان عسكره على ما وصف الذهبي: (مجمعة لا أخباز لهم بل يعيشون على النهب والإغارة) (3)، وانتهى الأمر به أخيرا إلى الوصول إلى مدينة خلاط سنة 1230 (627) حيث افتتحها بعد ستة أشهر فارتكب فيها الفظائع والأهوال إلى الحد الذي قال فيه محمد بن سالم بن واصل: " فقتل كل من وجد في البلد وسبى عسكره الحريم وباعوا الأولاد ونهبت الأموال وجرى نظير ما جرى من التتر " (4). وكان من جملة الأسرى زوجة الملك الأشرف الأيوبي فانتهك السلطان جلال الدين عرضها في الليلة نفسها التي استولى فيها على المدينة (أبو الفدا:
المختصر في تاريخ البشر، حوادث سنة 628). وبعد خطوب وأحداث ليس هنا مكان ذكرها ومقتل جلال الدين سنة 1231 (629) هامت جموع الخوارزمية في آسيا الصغرى والشام يعرضون خدماتهم على من يرغب في شرائها من حكام المسلمين فساهموا في النزعات التي قامت بين الأيوبيين وظلوا منذ سنة 1241 حتى 1243 يعيثون فسادا في الجزيرة، على أنهم هم الذين استردوا القدس من الصليبيين سنة 1244 (642) بعد أن كان قد أعادها إلى الصليبيين الملك الأيوبي الصالح إسماعيل صاحب دمشق ليساعده الصليبيين على ابن أخيه الصالح أيوب صاحب مصر.