الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٧٣
وإتماما للفائدة ولأهمية تسليم القدس واستردادها لا بد من بعض التفصيل لما مر فنقول:
كان للعادل أخي صلاح الدين الأيوبي ثلاثة أولاد هم: الكامل والمعظم والأشرف، وبعد وفاة العادل قام النزاع بين أولاده لا سيما بين الكامل والمعظم، فاستنجد الكامل بفردريك الثاني إمبراطور الدولة الرومانية المقدسة في غرب أوربا مرسلا إليه شيخ الشيوخ الأمير فخر الدين يوسف يدعوه أن يحضر لمساعدته في الشام وتعهد له أن يعطيه مقابل ذلك " بيت المقدس وجميع فتوح صلاح الدين بالساحل (مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك ص 93 وما بعدها) للدكتور سعيد عاشور عن العيني في عقد الجمان حوادث سنة 624) المقريزي: السلوك ج 1، ص 221 - 223).
وصل الرسول إلى فريدريك وهو بصقلية فاستجاب للدعوة وغادر الغرب في يونية 1228 (625 ه‍) قاصدا بلاد الشام فكانت هذه الحملة هي الحملة الصليبية السادسة.
وفي شهر شباط سنة 1229 (626) تم الاتفاق بين الطرفين على أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس وبيت لحم والناصرة وتبنين وصيدا وطريق الحج من القدس إلى يافا وعكا. على أن تكون الصخرة والمسجد الأقصى بأيدي المسلمين. فدخل فردريك الثاني القدس في 19 آذار سنة 1229 م (627 ه‍) ليتوج نفسه امبراطورا في كنيسة القيامة. ثم عاد إلى أوربا.
وفي سنة 1239 (637 ه‍) استرد الناصر داود القدس من الصليبيين وفي 1240 (637 ه‍) اشتد النزاع بين الأيوبيين فتآمر فريق منهم على العادل الثاني صاحب مصر فحل محله في حكم مصر الصالح نجم الدين أيوب فاستاء من ذلك الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق فاستنجد بالصليبيين لينصروه على الصالح أيوب في مصر وحليفه الناصر داود في الأردن وتعهد لهم بتسليمهم القدس وإعادة مملكة الصليبيين إلى ما كانت عليه قديما بما فيها الأردن. ولكي يبرهن صاحب دمشق على صدق نيته تجاه الصليبيين بادر فورا بتسليمهم القدس وطبرية
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»