الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٦٦
يعترفون بصاحبها خليفة. ولكن من المؤكد أنهم يتعاطبون مع خليفة حسيني بما لا يتعاطفون به مع خليفة عباسي.
الواقع أن هذا الذي مر به في هذا الموضوع المؤرخون الجويني ومير خواند وحمد الله المستوفي القزويني مرورا غير متأن يستحق التأني الطويل والاستقصاء البعيد، مما هو غير متيسر لنا الآن، ولعلنا نعود إليه في وقت آخر...
على أن مما يستدعي الانتباه ما جاء في رحلة ابن فضلان المعروفة برسالة ابن فضلان وهي ما دونه عن رحلته التي وصل إليها في بعض ما وصل إليه إلى خوارزم وذلك سنة 310 وهو قوله عن أهل خوارزم: " وهم يتبرؤون من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في دبر كل صلاة " (1).
ومع أن هذا كان في أوائل القرن الرابع الهجري، وأحداث علاء الدين محمد

(١) أحمد بن فضلان من أشهر رحالي العرب، أرسله الخليفة العباسي المقتدر إلى ملك الصقالبة - كما يعبر عنهم مؤرخو العرب - مع ثلاثة رجال آخرين. رحل الوفد من بغداد في شهر صفر سنة ٣٠٩ فمر بهمذان فالري فنيسابور، وعبر نهر جيحون حتى بلغ مدينة بخارى عاصمة السامانيين.
ثم أوغل الوفد في البوادي حتى وصل إلى ملك الصقالبة في حوض نهر إتل (الفولغا) سنة ٣١٠ فاستغرقت رحلته في الذهاب أحد عشر شهرا لاقى أثنائها مصاعب كثيرة وأهوالا مذهلة وصفها ابن فضلان وصفا دقيقا بارعا.
وكتب رسالة في وصف الرحلة بعد رجوعه إلى بغداد ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل عن بغداد إلى أن عاد إليها. وتاريخ الرجعة وخط سيرها غير معروفين لنا، إذ أن خاتمة الرسالة قد ضاعت.
وتوجد مخطوطة لرسالة ابن فضلان في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام بمشهد ولكنها ناقصة في ختامها.
الطبعة الفريدة لهذه الرحلة بالعربية كانت الطبعة المتواضعة التي أصدرتها مديرية إحياء التراث العربي في دمشق في الخمسينات بتحقيق الدكتور سامي الدهان وأعيدت طباعتها سنة 1978.
يصف ابن فضلان أهل خوارزم بقوله: "... وهم أوحش الناس كلاما وطبعا.
كلامهم أشبه شئ بصياح الزرازير، وبها قرية على يوم يقال لها أردكوا، أهلها يقال لهم الكردلية كلامهم أشبه بنقيق الضفادع... ".
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»