الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٦٤
ولما بلغ خوارزم شاه هذا المبلغ من القوة والسلطان طمع في أن يكون له في بغداد ما كان للسلاجقة ومن قبلهم البويهيين من النفوذ والتحكم في الخلفاء وطلب أن يخطب باسمه على منابرها مع ما يستتبع ذلك من السلطة.
ولكن الخلافة العباسية في عهد الخليفة الناصر كانت بعد أن تخلص الناصر من السلاجقة قد استعادت الكثير من قوتها وبسطت سلطتها الفعلية بقوتها الذاتية على بقاع شاسعة، فلم يلتفت الناصر إلى طلب خوارزم شاه ورفضه رفضا قاطعا، وأرسل إليه الشيخ شهاب الدين السهروردي ناصحا محذرا، فاستقبله علاء الدين محمد بالإعراض وجعله ينتظر طويلا قبل أن يأذن له بالدخول، ولما دخل عليه لم يطلب إليه الجلوس، فابتدأ الشيخ حديثه بقراءة حديث نبوي مؤداه أن النبي حذر المؤمنين من إيذاء آل العباس. فرد خوارزم شاه قائلا: أنا وإن كنت تركيا قليل المعرفة باللغة العربية لكنني فهمت ما ذكرت من الحديث، غير أني ما أذيت أحدا من ولد العباس ولا قصدتهم بسوء. وقد بلغني أن في محبس أمير المؤمنين منهم خلقا مخلدين، فلو أعاد الشيخ الحديث بعينه على مسامع أمير المؤمنين كان أولى وأنفع وأجدى وأنجع.
فرد الشيخ بأن الخليفة يبايع على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاده، فإن
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»