ما أثار غضب جنگيز خان فقرر السير إلى خوارزم للانتقام من علاء الدين محمد خوارزم شاه، فما كان من هذا إلا أن تخاذل عن مقاومة جنگيز وأخذ يوزع الحاميات على المدن ويبتعد عن مواجهة جنگيز. وراح جنگيز يكتسح المدن مدينة مدينة مرتكبا فيها فظائع القتل والنهب والإحراق والتدمير حتى انتهى أمر خوارزم شاه فارا إلى أحد جزر بحر الخزر ومات هناك تاركا بلاده لعدوه يدمرها تدميرا.
وكانت دولة خوارزم في عهد علاء الدين أقوى دولة إسلامية في الشرق الإسلامي استطاعت توحيد بلاد ما وراء النهر وإيران وضمت إليها جميع الأراضي التي كانت تابعة من قبل لمملكة الغور، ولكن هذا التوحيد كان توحيدا سطحيا مبنيا على القهر والقتل والعسف..
ولقد بلغت حدودها من فرغانة إلى بحيرة آرال، وصارت الضفة اليمنى لنهر سيحون داخلة في نطاقها، بل خطب باسم خوارزم شاه في عمان البعيدة. وفي سنة 1194 م اتخذ حاضرته في سمرقند بعد أن تخلص من خصمه صاحبها عثمان (1)