فغالت لعمري الحظ أرض مراغة - فمن كل إقليم عليها يعرج فإن عيروا بابن المراغة شاعرا - فمدح على وجه الهجاء يخرج بناء لعمري مثل بانيه معجز - تقربه الألحاظ والنفس تبهج سيبلغ أسباب السماء بصرحه - يناغي كعاب الزهر منها تبرج أقول وقد شاد البناء بذكره - وشيد قصرا لم يشده متوج على الزهر أرصاد طلائع فكره - إلى الرصد المعهود من أين يحمج ترصدت لقياه هناك وقربه - فكان منى من دونها الباب مرتج ورمت سعود الجد في جنباته - فساعدني سعد بودي ملهج وجدت اسمه فألا علي مباركا - مقدمة منها الميامن تنتج إلى السدة العلياء شمر ناهضا - لتقبيله منه البنان يهيج فكلفته عرض الدعاء وخدمتي - وحملته ما في الصحائف يدرج ورمت على حال وقوف وقوفه - فهمي أن أنهي إليه يفرج وأصدرت عن تبريز ما أنا كاتب - وصحبي ذموا العيس والخيل أسرجوا لقصد جناب الصاحب الأعظم ارتمت - طلائع أسفار لما ناب تزعج تكفل دفع الجور عنهم وإنه - مواعيد صدق صبحها يتبلج ولولا عوادي الخطب جئت ملبيا - دواعي أشواق لظاها تأجج وجاء في ترجمة الطوسي في موسوعة (أعيان الشيعة):
... ويبدو أن هم الطوسي انصرف أول ما انصرف إلى إنقاذ حياة أكبر عدد من العلماء وحفظ أعظم عدد من الكتب، إذ أنه من الواضح أن الغزاة القادمين لا يمكن مقاومتهم بالقوة وأن الدولة في بغداد قد بلغت من التفسخ والانحلال والفتن ما لن تستطيع معه أن تقف في وجه هذا السيل المغولي الجارف، وكان لا يصح التسليم وترك الوثنية تحل محل الإسلام، فإذا عجز المسلمون اليوم عن مقابلة السيف بالسيف فإنهم لن يعجزوا عن مقابلة آثاره بالعلم والثقافة والدعوة الحسنة،