أما نحن فقد أقلتنا السيارة في الطريق المشقوق حديثا في الجبل والموصل في نهايته إلى قرية (هير)، وهو ما شق إثر الزلزال الأخير المدمر للوصول إلى مناطق الزلزال، فخرجنا من القرية الخضراء، نمشي صعدوا في جبال من أعجب ما خلق الله من جبال بوديانها وتلالها وهواتها وسلاسلها وتشعبها وتداخلها بعضها في بعض، وكانت كلها جرداء إلا من بعض النباتات البرية.
ولم نلبث أن وصلنا إلى أقرب مكان من القلعة حيث يستمر الطريق واصلا هير، فنزلنا وتأملنا القلعة في القمة الشاهقة، وقدرنا المسافة بيننا وبينها بأكثر من اثنين من الكيلو مترات يمتدان صعودا من حيث نحن، وصولا إليها.
وكان قطع هذه المسافة صعودا في الجبل مشيا على القدمين فوق طاقتي فصممت على البقاء وانطلق الرفاق صاعدين، وكان بينهم الأستاذ عبد الحسين الصالحي، فكلفته أن ينوب عني في تدوين ما يشاهده في القلعة، وعن وصفه لها أكتب أنا ما أكتب عما هي عليه اليوم.
إنها قلعة ضخمة لا تزال عامرة على عكس قلعة الموت. وهي محاطة بسور حجري عال. وكان الطريق إليها في الجبل لا يتجاوز عرضه عشرة سنتيمترات إلى عشرين في أعرض حالاته، وشاهدنا قبل الوصول إلى القلعة مجري قناة قدرنا عرضه بثلاثين سنتيمترا محفورا في الصخر لجلب الماء إلى داخل القلعة، متجها من الشمال إلى الجنوب فسرنا معه قليلا، ثم عدنا، ويبدوا أنه هو المجري الذي سقط في سبيل الكشف عن أصله الرجل الانكليزي.
ويحيط بالقلعة الضخمة واد عميق، قدرنا أن عمقه في ناحية 600 متر وأخرى 1200 متر وعندما وصلنا إلى القلعة شاهدنا أسطوانتين من الحجر هما ركنا باب القلعة الذي قدرنا عرضه بمترين ونصف المتر، وهو يقع في الشمال الغربي من القلعة. ثم وقفنا باتجاه الشمال فرأينا نهرا يجري باتجاه القلعة في واد عميق بين جبلين شاهقين - يجري من الشمال إلى الجنوب اسمه نهر نينه رود -.
وعندما يصل إلى قاعدة الجبل الذي تقوم عليه القلعة ينشطر إلى شطرين يتجه أحدهما إلى غرب القلعة اسمه طه در والآخر إلى شرقها وهو أكبر الشطرين يحتفظ