أصفهان. فأقام فيها ثم أخذ يحاضر في الكلية الكبرى، فتمكن ببلاغته ولطفه وأسلوبه الجذاب من التأثير على الأكثرية من الطلاب الذين أحبوه وقدروه وتبنوا أفكاره، مما أثار حسد المدرسين الآخرين. فأرسلوا تقريرا إلى الملك يذكرون فيه ميول طاهر شاه " الهرطوقية "، واتصالاته ببلاط الملوك الأجانب، وعندئذ وجد الملك فرصة سانحة أمامة للتخلص من عدوه المنافس، فأصدر أمرا بإعدامه، ولكن أصدقاء الملك في البلاط حذروه من عاقبة هذا التدبير الذي قد يجر عليه الوبال (1).
أما طاهر شاه.. فقد فر تحت جنح الظلام مع عائلته إلى أقرب ثغر، ومن هناك أكمل رحلته بطريق البحر باتجاه الهند، وكان ذلك في شتاء سنة (926 ه - 1519 م).
في الهند حط الرحال في عاصمة " عادل شاه بيجابور ".. ولكن الأمير الحاكم لم يهتم به، مما دعاه إلى التفكير بالذهاب إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج.. وفي الميناء التقي بالخواجا " جهان " وزير ملوك " البهمان " الذي قدر مزاياه ودعاه إلى الإقامة بمدينة " أحمد نكر "، فقبل دعوته وانتقل إليها سنة (928 ه = 1555 م) حيث ظل فيها حتى موته.
وينتقل المؤرخ " فريشتا " إلى وصف الإمام طاهر شاه الذي أبرأ الأمير عبد القادر ابن الملك برهان من مرض خطير، فأثبت أنه طبيب بارع، ثم يذكر كيف أنه تمكن من التأثير على الملك لدرجة أنه جعله يعلن بأن المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي للدولة، وكل هذا جرى سنة 942 ه = 1537 م، كما تحدث عن حياة طاهر شاه ومما ذكره عنه أنه أقام في مدينة " أحمد نكر " مدة تزيد عن ستة عشر عاما، وكان يحتل منصبا رفيعا في السلك الدبلوماسي لدولة برهان شاه.
بعد هذا ظهر تحول لدى ملوك إيران بالنسبة لطاهر شاه الذين قدروا خدماته وندموا على ما فعلوه فدعوه إلى الحضور لبلده الأصيل، وعندما اعتذر عن